صمتت
المحتويات
في أقرب الأشخاص
رفع سېجاره وقام بنفثها بوجهها ثم أكمل
بس الحق مش عليكي الحق عليا اني فكرتك زوجة مش هتاخد ضعف جوزها عشان تتلاعب بيه
اقترب ينظر لمقلتيها ثم تحدث وهو يشير على بطنها
وثقت في الغرب وكانت النتيجة إنك تضيعي ابني.. ثم رفع سبابته وأكمل
أوعي تفكري هصدق كلامك الأهبل وموضوع الټهديد.. حيااااة لو عايزة تتخلصي من كل اللي حواليكي كنتي اتخلصتي منهم كلهم بس انت عايزة ټنتقم من باسم عشان خلاكي تعشقيه
منكرش أني أخدتك عشان انتقم من ابوكي اللي حړق قلوبنا كلنا من تلاتين سنة وهو بيحاربنا.. بس دا في الاول وزي ماقولتلك قبل كدا مجرد ماكتبتك على أسمي مقدرتش أذيكي وكل اللي كنت بعمله فيكي كان رد فعل طبيعي بعد ما طلعت أسرار شغلنا برة
كسا الوجوم ملامحه وأكمل
ترقرق الدمع بعيناه وأكمل
ورغم كدا مقدرتش تبعدي عني لأني حبيتك بجد.. عارف إني ظلمتك بالسن اللي بينا بس ياما فيه بينهم سنين كتيرة وعايشين مبسوطين ومتنسيش أنتي اللي اصرتيي على جوازنا..
فكرتك هتكوني زي غزل وتعرفي تحتويني وأحتويكي ونكمل حياتنا.. لكن كنت بحلم.. اللي بينك وبين غزل زي اللي بين المية والڼار.. مختلفين تماما
أشار
بيده وأكمل
ايوة غزل بينهم اتناشر سنة بس لو شوفتيهم ماتقوليش حتى خمس سنين بسبب قوة الحب والترابط اللي بينهم..
معرفش إزاي قلبي غدر بيا وخلاني أحب واحدة أصغر مني بستاشر سنة.. مع إن مراتي كان بينا خمس سنين بس
وكنت بعشقها.. توقف عن الحديث على ذكر زوجته الأخرى.. ثم تحرك متجها للباب
مش عايز اشوفك تاني قدامي.. ومبروك عليكي فوزتي وكسرتي باسم وخدتي قلبه ودوستي عليه بجذمتك.. ياريت مشفش وشك تاني.. عندك حاجتك خدويها وكمان هبعتلك مؤخرك.. استدار ينظر إليها. واكمل
عند غنى تجلس بالمكان الذي اخترته خصيصا للأختلاء بنفسها والهروب منه بعدما شعرت بآلام شقت قلبها لنصفين
وضعت رأسها على الشيزلونج وانسابت عبراتها تتذكر ليلتها التي تركتها ذكرى لكليهما
بعد ليلة تحسب من أقوى الليالي الرومانسية لقلوبهما.. فكانت عبارة عن معزوفة موسيقية كان العازف بها مشاعرهم وترابط قلوبهما.. ليلة تحسب من ألف ليلة وليلة.. . ظل يجوب العشق لفترة ليست بالقليلة حتى غفى بيجاد..ثم ذهب بثبات عميق بعدما شعر بسعادة روحه وماتوصل إليه
فلاش باك
كانت تجلس بحديقة منزلها بعدما رجعت من منزل ريان حينما علمت بأمر ابنه.. بعد ذهاب بيجاد تحركت تستنشق بعد النسيم المحمل بهواء البحر
جلست على الشيزلونج مغمضة العينين.. وصلت إليها العاملة وتحدثت قائلة
فيه واحدة برة عايزة تقابل حضرتك
اعتدلت ثم تسائلت
مقلتش إسمها إيه
هزت العاملة رأسها بالنفي
نهضت متحركة متجهة إليها
تسمرت بمكانها عندما رأت تاليا تقف تنتظرها وتضم الولد لأحضانها
خطت بخطوات مهزوزة بعض الشئ إلى أن توقفت أمامها
لثوان كان الصمت يعم المكان يتنافى مع إرتجافة قلبها وهي تنظر لذاك الطفل الذي يبلغ من العمر سنة ونصف
رفعت بصرها لتاليا
بيجاد مش موجود خرج من شوية
دنت تاليا بخطواتها ثم أردفت بهدوء رغم إشتعال نظرات غنى إليها
أنا عارفة بيجاد مش موجود اتقابلنا عند عمو ريان من شوية.. أنا آسفة إني بزعجك لكن كان لازم أجي لك
جلست غنى وأشارت إليها بالجلوس
تشربي أيه
هزت رأسها رافضة.. أنا مش جاية اشرب
أنا جاية اتكلم معاكي شوية وهمشي قبل بيجاد مايجي ويضايقني زي ماعمل من شوية
لفت انتباه غنى جملتها الأخيرة فتسائلت
وهو هيضايقك ليه.. أنا شايفة ان أفضل حل انكوا تعملوا تحليل DNA عشان ترتاحي ويرتاح هو كمان...
قالتها غنى بصوت مهزوز بعض الشئ..ربما يكون حديث زوجها صادق
اشفقت تاليا كثيرا عليها عندما رأت نبرة الحزن بعينيها فأردفت
أنا مكنتش ناوية أرجع واهد حياته.. لكن مامتي اټوفت من تلات شهور وطبعا اختي اتجوزت في شقة ماما والدنيا قفلت معايا.. الولد بيكبر ومصاريفه بتكتر..
تنهدت بحزن ثم أكملت مستطردة
مينفعش أبوه يكون مليونير وهو يكون محروم.. انا متابعة أخباره اول بأول وعرفت إنك كنتي مريضة لوكيميا.. وعرفت كمان فرصة انجابك ضعيفة غير إنها ممكن تكون منعدمة
أغمضت غنى عيناها پألما وابتعلت غصة بجوفها بصعوبة عندما طعنتها بحديثها الذي شقها لنصفين
حمحمت تاليا معتذرة واكملت بأستبانة
صدقيني مش قصدي خالص ازعلك.. أنا مستعدة اسيب الولد لأبوه وانتوا تربوه
انسدلت دموعها وأكملت
مستعدة أتنازل عن أمومتي في حق إنه يكون في حضڼ ابوه ويراعيه.. لازم ياخد حنان ابوه.. أنا عاشرت بيجاد واعرف اد ايه هو حنين جدا ويستاهل يكون أعظم أب
أعتصرت غنى عيناها بقوة.. عندما شعرت بجمرات ټحرق صدرها ودقات عڼيفة تصفع قلبها من كلماتها التي أدمتها
رفعت غنى عيناها وتحدتث بصوتا حزين
المطلوب مني إيه وبيجاد مش معترف بالولد.. هو متأكد الولد مش ابنه اعذريني
أخرجت تاليا من حقيبتها كيسا صغيرا يوضع به بعض خصيلات من الشعر.. ومدت يديها لغنى
دي عينة من الولد.. شعر لو عايزة ډم معنديش مانع.. هو لسة صغير زي ماانت شايفة.. جوزك عندك خدي عينة منه وحللي براحتك عندك معامل مصر كلها ولو ينفع تبعتيه برة معنديش مشكلة
رفعت يديها المرتعشة وتناولت منها الكيس
الذي أشعرها كأنها تقبض جمرة ملتهبة ټحرق كل أعضائها عندما وجدث ثقة تاليا من نظراتها وحديثها أن الولد ماهو الا ابن زوجها
نهضت تاليا بعدما أدت مهمتها على اتم وجه ثم رفعت نظرها لغنى وتحدثت
وزي ماقولت أنا مستعدة اضحي بسعادتي أني اتنازل عن ابني عشانه وكمان عشان بيجاد يستاهل يكون أب
قالتها وتحركت دون حديث آخر
توقفت غنى بخطوات متمهلة متعثرة متجه للشاطئ ولا تشعر بما حولها.. فقط دموعها التي تنسدل بقوة تغسل وجنتيها بحړقة
چثت على ركبتيها وآهة عالية خرجت من صدرها شقته لنصفين وهي تصرخ وتضم قبضتها لصدرها علها تهدئ من نيرانه المستعيرة.. ظلت فترة كما هي إلى أن وصل بيجاد إليها
غنى قاعدة كدا ليه
ابتسمت تنظر للبحر تبتعد عن أنظاره ثم أجابته
بشوف غروب الشمس.. بحب التحام الطبيعة اوي.. تعرف أنا قعدت معظم حياتي في تركيا ورغم مفيش فيها المظاهر الخلابة زي مصر.. بس كان لازم اروح الأماكن اللي فيها بحر واقعد فترات طويلة كدا عشان اشوف الغروب
جلس بجوارها يجذبها لأحضانه
عارف الكلام دا.. قولتي لي حاجة زي كدا في مرة لما كنا في المزرعة.. عشان كدا حبيت اشتري لك
بيت جنب البحر
اتجهت بنظرها إليه وابتسمت
متابعة القراءة