صمتت
المحتويات
بدأ الشيب يغطيها فصار أكثر جاذبية وهيبة .. جلست أمامه على الطاولة التي كانت تعج بالطعام منذ قليل ثم رفعت ذقنه تنظر لعيناه
ياترى دا اللي خلى حبيبي طول الليل منمش وبعد عن حضڼي
نظر حوله وفجأة جذبها حتى جلست على ساقيه ينظر لرماديتها.. ترانيمه المقدسة التي يعشقها وأردف هامسا بأنفاسا حارة
تعرفي حبيبك نفسه في إيه دلوقتي!!
حبيبي يتمنى وحبيته تلبي
اقترب يهمس بالقرب من ثغرها
عايز أخد شاور ياغزول وبعد الشاور عايز جلسة مساج.. وبعد المساج عايز استمع لأم كلثوم إنت عمري مع حركات إغوائية نسيت شكلها
قهقهت غزل بصخب وهي
مازالت تجلس على ساقيه
دا إيه طلباتك اللي محتاجة مصباح علاء الدين دي ياحبي
وماله
يابو الجود إنت إحلم وأنا أحقق لك طلبك.. هو أنا عندي كام عمو جواد بس
قفزت غزل من على ساقيه تلكمه بصدره
عاجبك كدا أهو عز بيتريق علينا
مسح جواد انفه ينظر لعز بسخرية وأشار
إليه
تعالى ياحيلتها.. طلبات ايه يلا اللي عايز تحققهالي ليه ناوي تعمل إيه
جلس عز يضع يديه على كفيه يحرك حاجبيه كالأطفال
إيه ياابو الجود عايز ترجع شبابك مع غزالتك..
جذبه جواد من تلابيب ثيابه حتى سقط من فوق الطاولة..
اتلم ياعز أصل وحياتك أخليك تنام في حضڼ ابوك يوم فرحك
مط عز شفتيه ورفع حاجبه بسخرية
أمسك عز زر قميص جواد وقام بغلقه وهمس له
متخلنيش ياعمو اقوم حالا وانام في حضڼ مراتي وأعوض ليالي الحرمان..دي مراتي متخلنيش أكتبها على جبيني عشان الكل يعرف انك ظلمني
جذبه جواد من عنقه ونظر لعيناه وتحدث
تعرف ياولد ياعز نفسي في إيه
عارف نيتك ياعمو لكن وحياتك ياغالي مش هتنولها...وبقولك اهو شلني من دماغك عشان انا بحاول أكون مؤدب ببوسة بس
صفعه جواد على عنقه من الخلف
ليه هو الجحش بيحلم بإيه اكتر من بوسة
تلفت عز حوله ودنى من جواد وهمس بإذنه ببعض الكلمات..مما جعل جواد يلكمه حتى سقط على الأرضية
وقف عز وهو يقهقه على وجه جواد الذي اصبح لوحة فنية من الڠضب ثم اقترب منه
وربت على كتفه مردفا
أحمد ربنا ياعمو اني مستحملك لحد دلوقتي وبحاول اكون مؤدب.. ومتنساش انا تربيتك.. قالها عز عندما صعد وجلس على المقعد أمامه
دفعه جواد بقوة حتى سقط المقعد بالكامل
امشي يابغل من قدامي.. بدل مااعلقك
مش ماشي إلا لما تصالحني على بنتك.. اصلها زعلانة.. عشان غيورة زي بابي بتاعها
نهض جواد متحركا إليها ينظر بخبث
دا يوم الهنا والله.. دا مش هصالحكوا بس لا دا هخليك تطلقها بالتلاتة
عند غنى وبيجاد
صعدا لجناحهم.. توقفت بمنتصف الغرفة ثم رفعت بصرها إليه مردفة
هنسافر دلوقتي.. ولا كمان شوية
أطبق جفنيه يحاول ألا يحزنها
خطت إلى أن وصلت أمامه.. رفعت يديها وادارت وجهه إليها
بيجاد.. مش عايز ترد عليا ليه.. ظل واقفا ولم يرد عليها فكلماتها مازالت تزهق روحه
رفعها من خصرها حتى أبعد قدمها عن الأرض واستقبل كرزيتها بأخرى ناعمة انسته غضبه وأعادت روحه عندما تخللت أناملها الرقيقة وسط خصلاته تبعثرها وتنثرها بفوضوية..
بيجاد أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك
أطبق جفنيه بلمساتها وحديثها الذي اذهبت عقله.. .. ابتسم برضا من أثر حركاتها وكلماتها التي دغدغت مشاعره
وأنا بعشق عشق الدنيا فيكي ياأجمل هدية
حبيبي سلامة قلبك ياروح قلبي
حتى جعل يومه معها كعازف منفردا على أوتارا بهمساته ودقات قلوبهما وأنفاسهما التي ملأت الغرفة ليكتب قصة عشقهما التي تدوم وتحفر بالقلوب
بعد فترة حملها يضمها لصدره.. وأردف بهمس
عاملة إيه ياحبيبي
وضعت رأسها بصدره.
الدقات دي بإسمي ووقت ماتتغير هموتك سمعتني
نظر إليها بنظراته العاشقة..
خليكي شاطرة كدا من أولها وأعرفي قوانين بيجاد المنشاوي
عشان تسمعي نبض قلبي باسمك ياحبيبة بيجاد
ودلوقتي لازم توثقي على العهود اللي قولتها
ضيقت عيناها وتسائلت
هو أنا وافقت على العهود بتاعتك ياحبيبي.. قالتها
رفع يديه على خصلاتها التي بدأت تطول
ودلوقتي لازم توثقي على مواثيق حبيبك
دفعته بعيدا عنها عندما علمت بنيته
بعد فترة هبطت إلى الأسفل تبحث عن اخواتها
توقفت أمام مكتب والدها بتردد ثم دلفت بهدوء تنظر إلى مكتبه بإعجاب
توقفت بمنتصف الغرفة تنظر لتلك المكتبة التي توضع بركنا بجوار مكتبه..تحركت حتى وصلت إليها تتفحص الكتب التي بداخلها
فجأة سقط منها مجلدا انحنت تجذبه ثم فتحته وجدته عبارة عن مذكرات وخواطر لوالدتها
جلست على الأريكة تتفحصه وتقرأ مابين السطور بعين مترقرقة بدأت تقلب بين صفحاته ولكنها توقفت عند صورة تجمع جواد بغزل وهي طفلة
طالعت تلك الصورة بعمق كانت تشبها كثيرا ذهبت ذكراها عندما تقابلت بوالدها لأول مرة
حدثت نفسها
كيف لك والدي الصمود أمام كل هذا رغم أن التشابه بيننا كبيرا
تنهدت تضع المجلد بمكانه وأخرجت صور اخوانها وجنى بجوار عز وفارس..البوما من الصور يجمع كل احتفالتهم ولكن ذاك الشاب يوجد له صورا معدودة ..تفحصته جيدا قطبت جبينها عندما علمت بهويته
رفعت هاتفها
جسورة فينك حبيبي..نهض من مكانه واجابها
كويس حبيبتي أنت كويسة انا في الشغل نظرت إلى صوره التي تدل على حزنه وأردفت
هروح اسكندرية وكنت عايزة اشوفك قبل مااسافر
مسح على خصلاته يرجعها للخلف وأجابها
انا برة القاهرة حبيبتي هحاول ارجع بدري
اومأت بتفهم واجابته بابتسامة
تمام ياحبيبي خد بالك من نفسك
دلفت غزل عندما وجدت باب المكتب مفتوح ..خطت إلى أن توصلت إليها
غنى بتعملي ايه حبيبتي وقاعدة كدا ليه
جذبت كفيها واجلستها بجوارها
جاية اشوف عذاب الحب يامامتي الجميلة
رفعت كفيها ترجع خصلاتها القصيرة خلف أذنها وابتسمت
وصلتيله ازاي
وضعت رأسها على كتف والدتها
حبكم حلو اوي ياماما انا حبيت الحب بسببكم
حاوطتها والدتها وأردفت
بيجاد كمان بيحبك اوي ونفسه يجبلك نجمة من السما
ابتسمت على ذكراه فخرجت من احضان امها
دا مچنون هتجبيه لجواد الألفي
احتضنت غزل وجهها تملس وجهها
لو هتسأليني هقولك مفيش حد زي بابا بس برضو دا حبه كبير وكبير اوي ربنا يسعدكم ياقلبي
مساءا وصل بيجاد وغنى لفيلا المنشاوي بالأسكندرية
دلف بيجاد متشابكا بأصابعها وهو يصيح
حبيب عمو ياناس أين هو
وقف عمر يضمه بحنان أخوي
مبروك ياحبيبي.. عقبال ماتخويه
وصلت نغم تستقبل غنى
اسكندرية نورت ياحبيبتي
أجابتها غنى برقة
منورة بيكوا ياماما
دلف ريان وهو يحمل ابن عمر.. رفع نظره الى بيجاد
تعالى شوف سفيان ياجاد.. ولد ياخد العقل
اقترب بيجاد يحمله وهو يضحك بصوته كله
دا صغير أوي ياماما بتشيله إزاي
ابتسمت غنى بحزن على فرحة زوجها وهو يضم ابن عمر...
متابعة القراءة