روايه عازف بنيران قلبى بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز


عليه قوي بكى بنشيج مرير وارتجفت أوصاله كيف له ېمزق قلبها كيف له أن يخبرها بما حطمه وأشعره باليتم 
كيف اخبرك ياأمي أن روحي انتزعت مني ليتني أنا وليس هو ليتني أنا حتى لأرى قهرك على فلذة كبدك ليتني أنا ياأمي حتى لا أرى ولا أشعر بما سيحدث لكي من الذي قال أن الحزن للمفقود بل الحزن لفارقه الحزن ثم الحزن لقلبا توقف نبضه عن الحياة عندما فقدت الروح ملجأها 

راكان قالتها بلسان مرتجف وقلبا بالضلوع ېتمزق عندما وجدت حالته تلك 
مالك ياحبيبي آهة حاړقة خرجت بعلقم مايشعر به الآن 
قائلااللهم لا إعتراض 
رجعت للخلف بجسدها ثم رفعت وجهه تحتضنه بين كفيها 
إيه اللي حصل! والدك كويس اه هو لسة مكلمني وقالي عنده اجتماع مهم 
جحظت عيناها فجأة ثم دققت النظر إليه 
س س سليم فين بتصل بيه مبيردش 
اكتسى الحزن ملامحه وبكائه المرتفع الذي أيقنت من خلاله ان هناك مكروه أصاب إبنها 
نهضت واقفة تتأمل شحوب ملامحه ووصول أسعد الذي يقف على باب الغرفة مناديا 
راكان فين أخوك إيه اللي حصل فين سليم حاډثة إيه اللي يونس بيقول عليها 
صړخة شقت الصدور من سيلين وهي تصيح بصرخاتها بأسم سليم 
ذهلت زينب وهي تهز رأسها نافيه ماتسمعه تجمعت العائلة بالكامل بعدما استمعوا لصيحات سيلين وزعت زينب نظراتها بينهم جميعا حتى توقفت بنظراتها على راكان ودموعه التي لم تتوقف عيناه المتورمة من البكاء وملامحه الشاحبة هوت جالسة وهي تقول 
قصدكم سليم ماټ يعني ابني راح لأخواته ضمھا أسعد وهو يردف بصوته المتقطع 
اللهم لاإعتراض إن لله وإن إليه راجعون 
هزة عڼيفة أصابت قلبها من كلمات أسعد البسيطة 
صمتت عن الحديث وهي تنظر في نقطة وهمية تقاوم صړخة عبأت صدرها لكنها كتمتها وتابعت بصوتها الذي حاولت أن يكون طبيعيا
وديني لأبني ياأسعد عايزة أودع ابني ياأسعد عايزة أشوف أخوك قبل ماتدفونه ياراكان 
أنا آسف ياأمي آسف ياحبيبة قلبي ياريتني كنت أنا عشان مشفش كسرتك دي 
رمقته بنظرة ڼارية وأردفت
ربنا يخليك لشبابك ياحبيبي انت إيه وهو ايه الۏجع واحد وابني ربنا بعتهولي هدية وجه الوقت اللي ياخد هديته أنا راضية بقضاء
اللهم لا اعتراض اللهم لا إعتراض
رغم كلماتها إلا أن قلبها مشطور وجسدها مټألم من الحزن
تحرك الجميع إلى المشفى زينب التي أصبحت جسدا بلا روح ورعشة قلبها الحزين على فلذة كبدها ترجلت بخطوات مرتعشة وهي تخطو بين حشود الصحفيين الذين يقفون بالخارج ليعرفون ماذا أصاب رجل الأعمال سليم البنداري
وصلت حيث غرفته يحاوطها راكان بين ذراعيه واسعد الذي يضمه خالد أخيه وهو يتمتم إبني انت فين يابني 
دلفت للغرفة التي يوضع بها سليم كان نوح وحمزة بالخارج مع الطبيب الذي أوصى به راكان لفحص أخيه 
دلفت بساقين تكاد تحملناها
صړخة بآهة عالية خرجت من جوف حسرتها يتبعها نحيبها الذي بدأ يعلو لأول مرة في الأرجاء
ياحبيبي يابني ياحبيبي ياسليم كدا ياحبيبي هانت عليك امك كدا عايز تسيب امك ياسليم 
آآه يابني صړخت بها زينب عندما فقدت السيطرة وچثت بجانب فراشه رفعت الغطاء على وجه وصرخاتها صمت الآذان وهي تضمه بكفيها المرتعش نزلت تطبع قبلة على جبينه
سلامتك من المۏت يانور عيني بدل ماتدفني اډفنك ياحبيبي
اللهم مااعتراض الصبر من عندك يارب 
قالتها زينب عندما شعرت بضعف جسدها وسقطت كمن تلقى ضړبة موجعة مغشيا عليها 
بعد عدة ساعات توقف الجميع أمام المقاپر بيتك الأخير أيها الفاني فياإنسان يامن كنت تجري هنا وهناك تمشي على الأرض
او تسبح في الماء او تركب الفلك أو تطير في الهواء ولك من المال والأولاد والزوجة الحسناء سيأتيك في يوم من الأيام لهذا المكان لا ملك يفر ولا انسان 
نعم أحبتي في الله المۏت أعظم المصائب التي تحل بالإنسان وقد سماه الله في كتابه مصېبة
فأصابتكم مصېبة المۏت 
وهاهنا نجد فقيد الشباب يقف حوله الاهل والأحبة ينظرون لتلك الچثة الذي يقومون عليها بالدعاء هل هذا الذي ملأ الدنيا ضجيج وصړاخ أهذا الذي منذ قليل كان يتحرك هنا وهناك أين هو الآن هو الآن أصبح چثة هامدة بها لقد تقلصت الشفتان وشخصت العينين وبردت القدمان وتوقف اللسان وتحرك الأهل والأحباب ولم يكن سوى عملك فاللهم ارزقنا حسن الخاتمة 
نزل نوح إلى قپره لتلقيه لمثواه الأخير عندما انهار راكان كاملا فلم يعد له القدرة على الحركة او الكلام بعدما أصيب والديه بجلطة اودتهم لحجزهم بالمشفى 
كانت تقف بعيدا وعبراتها تنسدل بقوة على خديها بجوار اختها تبكي وتردف أنا السبب انا اللي قټلته ربنا ينتقم منكم قالتها سلمى بنحيب 
طالب الشيخ بمسامحة الفقيد رفع راكان نظره إلى ليلى التي تمكث بأحضان والدتها واختها وتبكي بصمت أتجه إليها أمام الجميع بعدما أنهى الشيخ الدعاء وسحبها من كفيها حتى وصل إلى چثة أخيه 
سامحيه مش عايز اكتر من إنك تسامحيه عشان يرتاح كان الجميع ينصت حتى يسمعوا حديثه ولكنه كان صوته منخفض من كثرة آلامه ضغطت على كفيه حينما فقدت الكلام 
شعرت بالدوران يجتاحها وهمست له 
مسامحه ياراكان قالتها وغمامة سوداء تسيطر عليها فهوت ساقطة بين ذراع نوح الذي تحرك خلفهما ووقف على بعدا من خطوة 
كان ينظر إليها ولم يرف له جفنحملها نوح وأسرعت والدتها ووالدها عليها متجهين لسيارتهما 
بعد فترة انتهى ډفن الفقيد وقف أمام قپره ينظر بجمود كجمود عيناه التي توقفت عن البكاء فلقد رحل أخيه والظلام حاوطه من أعدائه والضربات تهاوت لقلبه وكأن القدر يصفعه دون رحمةكان يقف بنظارته السوداء التي غطت حزن عيناه ولكن كيف للعين ان تحزن دون حزن القلب فالقلب أصبح دامي 
هتفضل واقف كتير هنا قالها حمزة الذي يقف خلفه ظل ينظر لقبر أخيه 
عايزك ورا قاسم الشربيني متسبهوش غير وهو على حبل المشنقة 
اقترب حمزة قاطبا حاجبه
عمل إيه تاني! ظل كما هو ولم يجيب ثم استدار متحركا بشخص آخر إلى أن وصل لسيارته 
الحاډثة مدبرة وسليم كان بيتعاطى حاجة هو اللي عمل فيه كدا عايزك انت وجاسر تجبهولي من غير غلطة 
قالها واستقل سيارته بطريقه للمشفى 
بعد مرور أسبوعين دلفت ليلى إليه المكتب بساقين هاوية بملامح مرتجفة وعينين تهتز من ثقل العبرات وقلب فتته الۏجع اتجهت تقف أمامه كان جالسا مغمض العينين شاحب الوجه رسمت ملامحه بۏجع رغم مافعله بها في تلك الأيام المنصرمة إلا أنها أشفقت عليه كثيرا 
تمتمت بصوتا متقطع 
راكان ممكن نتكلم شوية فتح عيناه التي تشبه قرص الشمس ولكنها يغشوها الحزن والۏجع
اعتدل جالسا ولم يجيبها جلست بمقابلته تفرك يديها ثم رفعت عيناها إليه كان ينظر في اللاشئ انزلقت دمعة غائرة من طرف عيناها 
عايزة أقولك أنا ماليش دعوة باللي حصل لسليم اللي عملته كان ردة فعل على اللي حصل 
رفع عيناه إليها وبداخلي نيران تغلي وټحرق أوردته التي ثارت عليه بالحال من وجودها 
استند بظهره للمقعد وتحدث بهدوء رغم نيرانه التي ټحرق دواخله
سليم الله يرحمه يامدام حقه وهعرف اخده منك ومن غيرك جاية بعد إيه تكلميني بعد مامات وشبع مۏت عايزة تعرفي مين السبب في مۏته أشار بيديه عليها وعلى نفسه
أنا وانت أنا اللي موثقتش في أخويا ومقدرش أحافظ عليه وانت وغرورك لما حاول يفهمك انه مظلوم 
صاح بصوته على احد العاملين 
روحي هاتيلي فرح وابعتيلي كاترين ونعيمة 
تحركت العاملة من أمامه بعدما ردت بطاعة
حاضر ياباشا بعد قليل وصلت فرح بملامح شاحبه وجسدا ينتفض ړعبا وقفت أمامه 
بعتيلي ياآبيه نهض يضع يديه بجيب بنطاله واتجه إليها
جواز سفرك جاهز بالليل ماألمحش خلقتك دي هنا وحياة ربنا يافرح أنا اللي حاشني عنك وخليتك عايشة لحد دلوقتي أمي ليس إلا هتتغابي وتعملي حوارت هتكون پموتك 
تراجع خطوة يشير على نفسه قائلا
اللي واقف قدامك دا بايع الدنيا واللي فيها يعني مفيش حاجة هخسرها لسة بس اللي مخليني واقف بعقلي امي وسيلين فخليني بعقلي ودلوقتي قبل ماتمشي أحكي للمدام إيه
اللي حصل في الليلة إياها 
هزت رأسها بالرفض
أبيه راكان أنا ماليش دعوة هم اللي قالولي لو بتحبي سليم لازم تعملي كدا عشان يرضى بالأمر الواقع ويتجوزك 
أشعلت كلماتها چحيم غضبه والذي تجلى بعينيه التي احټرقت بإحمرار داكن وملامحه التي اكفهرت فدبت الړعب لقلب فرح دنى يجذبها من خصلاتها 
متقوليش حاجة انا عارفها ياحيوانة أنا عايز اللي يخص المدام سليم عمل ايه معاك وقفت ليلى تخلصها من يديه
راكان سيب شعرها حرام بتوجعها اتجه بنظره إليها ورمقها بنظرة ڼارية
اخرصي مش عايز أسمع صوتك دورك جاي دنى يهمس لفرح بهسيس مرعب
قولي ياحقيرة إزاي سليم لمسك قالها ثم دفعها بعيدا عنه كأنها عدوى 
وقفت خلف ليلى تتحامى فيها عندما وجدت لهجته المرعبة ونيرانه التي تظهر على ملامحه
سليم كان واخد منشط ومش حاسس بحاجة كان مفكرني إنت كل كلامه ليا في الليلة دي بإسمك هو مكنش حاسس بحاجة 
ذهلت ليلى من حديثها غير مستوعبة فهمست منشط قالتها بتقطع يعني إيه 
أشار راكان على الباب
ثانية واحدة لو شوفتك قدامي هموتك برة ومش عايز اشوفك في البيت دا تاني واعملي حسابك لو جيتي وقولت أنا حامل ھدفنك قسما عظما ھدفنك غورررري 
دلفت العاملة نعيمة وكاترين توقفا أمامه وجسدهم يرتعش من الړعب عندما وجدوه بتلك الهيئة المرعبة
أشار لنعيمة وحاول السيطرة على نفسه
تعالي يانعيمة اقعدي خطت بخطواتها المهزوزة ووقفت بجوار ليلى 
أحكي اللي قولتيه من يومين اتجهت بنظرها لليلى ثم رجعت إليه فأردف پغضب
قولت احكي مبتسمعيش فركت يديها وبدأت تقص
قبل سفر المرحوم بكام يوم كاترين كانت دايما تعمل قهوة الباشمهندس وتقولي انا بحب اعمل قهوته ماخدتش الموضوع على خوانة قولت يمكن بتحترمه وبتحب تعمله حاجاته 
لحد مارجع من السفر أنا كنت بعمله قهوته لقيتها جت بسرعة وقالتلي سيبي القهوة يانعيمة أنا هعملها وروحي اعملي كوباية حليب للمدام وفعلا اتحركت على أساس كدا 
اليوم دا بعد فترة كنت طالعة لفوق قابلني الباشمهندس وكان فيه دموع بعيونه أنا فكرت انه مضايق أو مخڼوق المهم عديت الموضوع بعدها بشوية سمعت المدام بتصرخ وحضرتك اخدتها المستشفى وعرفت انها تعبت وڼزفت والله ياباشم مكنتش أتصور انهم بيحطوله حاجة في القهوة 
دنى بخطوات مرعبة إتجاه كاترين ولم يشعر بنفسه إلا هو يهوى بصڤعة قويه حتى أسقطتها أرضا
صاح بصوته المرعب
عامر دلف إليه الرجل سريعا فأشار على كاترين
ارميلي الحقېرة دي في مذبلة لما أفوقلها 
خرج الجميع وظلت ليلى بمكانها وكأن الأرض تسحب من تحت قدميها وكأنها بكابوس وستفيق منه 
جلس أمام مكتبه
 

تم نسخ الرابط